صلى الله عليه وسلم: "ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم" وقال بعض الحكماء: من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا. وقد روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من وقر عالما فقد وقر ربه".
ويورد الماوردي تسعة شروط لتحصيل العلم يتوفر بها علم الطالب وينتهي معها كمال الراغب وهي تتفق إلى حد كبير مع ما أشار إليه الزرنوجي. وهي:
1- العقل الذي يدرك به حقائق الأمور.
2- الفطنة التي يتصور بها غوامض العلوم.
3- الذكاء الذي يستقر به حفظ ما تصوره وفهم ما علمه.
4- الميل والاهتمام الذي يسميه الماوردي بالشهوة التي يدوم بها الطلب ولا يسرع إليها الملل.
5- الاكتفاء بمادة "مال" تكفيه عن كلف الطلب.
6- الفراغ الذي يكون معه التوفر ويحصل به الاستكثار.
7- عدم القواطع "أي الموانع والحوائل" المذهلة من هموم وأشغال وأمراض.
8- طول العمر واتساع المدة لينتهي بالاستكثار إلى مراتب الكمال.
9- الظفر أو الفوز بعالم أي أستاذ سمع بعلمه متأن في تعليمه.
فإذا استكمل طالب العلم هذه الشروط التسعة فهو أسعد طالب وأنجح متعلم. وقد قال الإسكندر: يحتاج طالب العلم إلى أربع: مدة، وجدة، وقريحة، وشهوة "اهتمام" وتمامها في الخامسة وهي معلم ناصح.
ويقول الماوردي: لن يدرك العلم من لا يطيل درسه ويكد نفسه. وكثرة الدروس كد لا يصير عليه إلا من يرى العلم مغنما والجهالة مغرما، فيحتمل تعب الدرس ليدرك راحة العلم وينفي عنه معرة الجهل فإن نيل العظيم بأمر عظيم وبحسب الراحة يكون التعب. وربما استثقل المتعلم الدرس والحفظ واتكل بعد فهم المعاني على الرجوع إلى الكتب والمطالعة فيها عند الحاجة فلا يكون إلا كمن أطلق ما مصاده ثقة بالقدرة عليه بعد الامتناع منه. فلا تعقبه الثقة إلا خجلا والتفريط إلا ندما. ويرجع الماوردي السبب في ذلك إلى ضجر المتعلم من معاناة