قال الشاعر العربي في فضل السكوت وذم الكلام:

النطق زين والسكوت سلامة ... فإذا نطقت فلا تكن مكثارا

ما أن ندمت على سكوت مرة ... ولقد ندمت على الكلام مرارا

وعلى طالب العلم أن يتحمل المعاناة لا سيما من السفهاء. فقد ورد عن عيسى عليه السلام قوله: "احتملوا من السفيه واحدة كي تربحوا عشرا". "الزرنوجي: ص49".

ويجب على طالب العلم ألا يجهد نفسه إجهادا ولا يضعف نفسه حتى ينقطع عن العمل فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. بل يستعمل الرفق مع نفسه والرفق أصل عظيم في جميع الأشياء كما يقول الزرنوجي.

وينصح الزرنوجي طالب العلم باحترام أستاذه وتقديره فيقول: "اعلم بأن طالب العلم لا ينال العلم ولا ينتفع به إلا بتعظيم العلم أهله وتعظيم الأستاذ وتوقيره". ويورد قول علي كرم الله وجهه: "أن عبد من علمني حرفا واحدا. وإن شاء باع، وإن شاء أعتق، وإن شاء استرق". ويروي ذلك بعبارة أخرى تقول:

من علمني حرفا صرت له عبدا. وقال الشاعر:

إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما

فاصبر لدائك إن جفوت طيبه ... واقنع بجهلك إن جفوت معلما

ويقول الزرنوجي أيضا: لا بد لطالب العلم من تحمل المشقة والمذلة في طلب العلم والتملق مذموم إلا في طلب العلم فإنه لا بد له من التملق للأستاذ للاستفادة منه. وقد قيل: العلم عز لا ذل فيه لا يدرك إلا بذل لا عز فيه. وقال الشاعر في هذا المعنى:

أرى لك نفسا تشتهي أن تعزها ... فلست تنال العز حتى تذلها

ويتفق الماوردي مع الزرنوجي في هذه النقطة فيقول "ص75": "اعلم أن المتعلم في زمان تعلمه تملقا وتذللا. إن استعملها غنم. وإن تركها حرم. لأن التملق للعالم يظهر مكنون علمه والتذلل له سبب لإدامة صبره. وبإظهار مكنونة تكون الفائدة، وباستدامة صبره يكون الإكثار. وقد روى معاذ عن النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015