أربعة, وكأن التركيب الذي حدث فيه بالعطف قام مقام العامل في حدوث هذه الضمة.
والعجب للأستاذ أنه ذكر هذا في باب ما يدخل المعرب فيه لقب من ألقاب الإعراب, وقد قرر قبل أن الإعراب هو تغير آخر الكلمة لأجل العامل الداخل عليها في الكلام الذي هي فيه. فكيف يكون إعراب بلا عامل؟ هذا تناقض.
والذي ينبغي أن يذهب إليه أن هذه التي في العدد المعطوف أو المعطوف عليه ليست حركات إعراب, وهي شبيهة بحركات الإعراب, وحدثت عند حصول هذا التركيب العطفي. ومن قال إن الإعراب حادث عن عامل لا يمكن أن يقول في هذه إنها حركات إعراب.
وعد البصريون في المرفوعات اسم ما الحجازية والتابع لمرفوع أو لجار مجرى المرفوع, ولم يعدهما المصنف.
وأما الكوفيون فأنكروا ارتفاع الاسم "بـ ما", وزعموا أنه مرفوع بالابتداء. ويرتفع الاسم عندهم من ثمانية عشر وجعها ترجع إلى ما ذكره البصريون إلا موضوعين:
أحدهما: ما ذكره الفراء من أن "لولا" الامتناعية يرتفع الاسم بها, وقد تكلمنا معه على ذلك في شرحنا الفصل الذي فيه حروف التخصيص من هذا الكتاب في "باب تتميم الكلام على كلمات مفتقرة إلى ذلك".