وقد طال/ الكلام في "أل" طولاً زائدا على الحد واختلافهم فيما لا يجدي شيئاً لأنه خلاف لا يؤدي نطقاً لفظياً ولا معنى كلامياً, وإنما ذلك هوس وتضييع ورق ومداد ووقت يسطر ذلك فيه , والخلاف إذا لم يفد اختلافاً في كيفية تركيب أو في معنى يعود إلى أقسام الكلام, وينبغي أن لا يتشاغل به, ومن طلب لوضع المفردات معنى معقولاً وعلة تقتضي له خصوصية ذلك اللفظ فهو بمعزل عن العقل, هذا لسان الفرس وضعوا علامة للتنكير ألفا ممالة إمالة محضة بحيث لا تفتح أصلاً, يقولون في رجل: مردا, وفي فرس: أسبا, ووضعوا حذف تلك الألف علامة للتعريف, فتقول في الرجل: مرد وفي الفرس: أسب , بحذف الألف. وهذا لسان البخمور الذي يسمى عند العامة بالبشمور وضعوا علامة للتعريف في المذكر باء مكسورة فيقولون: روم, أي: رجل, وبروم أي: الرجل, وهور أي: كلي وبهور أي: الكلب, ووضعوا علامة للتعريف في المؤنث دالاً مكسورة فيقولون: سيم أي: امرأة ودسيم أي: المرأة , وشادي: قطة, ودشاد أي: القطة. وهذا كله أمر وضعيا لا يعلل. كذلك مذهبنا في وضع المركبات أنها لا تعلل أيضا, وإنما نتكلم في ذلك على سبيل نقل ما قاله أهل هذا الفن فأنهم زادوا فيه على قدر الحاجة, أو على سبيل ما حملوه هذه الصناعة مما لا يحتاج إليه.
-[ص: فإن عهد مدلول مصحوبها بحضور حسي أو علمي فهي عهديه, وإلا فهي جنسية. فإن خلفها كل دون تجوز فهي للشمول مطلقا ويستثنى من مصحوبها وإذا أفرد فاعتبار لفظه فيما له من نعت وغيره أولى فإن خلفها تجوزاً فهي لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة.]-
ش: عني بالحضور الحسي ما تقدم ذكره لفظاً فأعيد مصحوباً بآل, كقوله تعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} أو كان