زيد مررت, فلولا أن حرف التعريف بمنزلة الزاي من "زيد" ما تخطاه العامل.
والجواب: أن تقدير الانفصال لا يترتب على كثرة الحروف بل على إفادة معنى زائد على معنى المصحوب ولو كان المشعر به حرفاً واحداً كهمزة الاستفهام, فإنها- وإن كانت حرفاً واحدا- في تقدير الانفصال لكون ما تفيده من المعنى زائداً على معنى مصحوبها غير ممازج له وعدم تقدير الانفصال يترتب على إفادة معنى ممازج لمعنى المصحوب كـ "سوف" فإنها- وإن كانت على ثلاثة أحرف- غير مقدرة الانفصال لكون ما تفيده من المعنى ممازحاً لمعنى الفعل الذي تدخل عليه, فإنها تعينه للاستقبال, وذلك تكميل لدلالته. وهكذا حرف التعريف غير مقدر الانفصال- وإن كان على حرفين - لأن ما أفاده من المعنى مكمل لتعيين الاسم مسماه, فينزل منزلة الجزء من مصحوبة لفظاً كما ينزل منزلة الجزء معنى , إلا أن امتزاج حرف التعريف بالاسم أشد من امتزاج" سوف" بالفعل لوجهين:
أحدهما: أن معنى حرف التعريف لا يختص به بعض مدلول الاسم, بخلاف معنى سوف فإنه يختص بأحد مدلولي الفعل.
والثاني أن حرف التعريف يجعل الاسم المقرون بها شبيهاً بمفرد قصد به التعيين وضعاً كالمضمر واسم الإشارة والعلم المرتجل, فلا يقدح في الامتزاج المعنوي كون أحد الممازحين بحرفين أو أكثر, و"سوف" وإن مازج معناها معنى مصحوبها لكن لا تجعله شبيهاً بمفرد قصد به وضعاً ما قصد بها وبمصحوبها , لأن ذلك غير موجود, وقد يترتب على هذا امتناع الفصل بين حرف التعريف والمعرف به ووقوعه بين"سوف" والفعل المصاحب بها