اللفظ, فكان يقال: أرأيتتم, ولا أرأيتتما, استعير ضمير غير الرفع لذلك, فكان هو الفاعل.
وقد رد أبو علي على مذهب الفراء في مسائله العسكرية, فقال: "الذي يفسد قول من قال إنها رفع أن التاء هي الفاعلة, وموضعها رفع, فيمتنع إذا أن تكون الكاف مرفوعة لاستحالة كون فاعلين لفعل واحد في كلامهم على غير وجه الاشتراك لأحدهما بالآخر بغير حرف العطف, فهذا القول بعيد جدا" انتهى. ولا يلزم ما قال أبو علي على الفراء لأن الفراء لا يذهب إلى أن التاء هي الفاعلة, بل التاء عنده حرف خطاب, فلا يلزم على مذهبه أن يكون فاعلان لفعل واحد كما ذكر.
وقد رد المصنف في الشرح على الفراء بأن "التاء لا يستغنى عنها, والكاف يستغنى عنها, وما لا يستغنى عنه أولى بالفاعلية مما يستغنى عنه, ولأن التاء محكوم بفاعليتها مع غير هذا الفعل بإجماع, والكاف بخلاف ذلك, فلا يعدل عما ثبت لهما دون دليل".
والمذهب الثالث: قول بعضهم إن الكاف لها موضع من الإعراب, وهو النصب, وفي محفوظي أنه مذهب الكسائي.
ورد هذا المذهب بأنها لو كانت في موضع نصب لكانت المفعول الأول من المفعولين اللذين يقتضيهما "رأيت", والمفعول الأول في المعنى هو المفعول الثاني, وأنت إذا قلت: أرأيتك زيدا ما فعل, و} أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ {استحال أن يكون المخاطب غائبا, فلا تكون إذا المفعول الأول, فإذا لم يكن إياه علمت أنه لا موضع له من الإعراب, وأن