وقد زعم المصنف/ في الشرح أن المقرون بالكاف في التثنية والجمع لا تلحقها الهاء، فلا يقال: هذانك ولا هؤلائك، قال: "لأن واحدهما ذاك وذلك، فحمل على "ذلك" مثناه وجمعه لأنهما فرعاه، وحمل عليهما مثنى "ذاك" وجمعه لتساويهما لفظًا ومعنى" انتهى كلامه.
وهذا الذي ذهب إليه المصنف مبني على زعمه أن المشار ليس له إلا مرتبتان القربي والبعدى، وقد بينا فساد دعواه في ذلك فيما تقدم، والسماع يرد عليه، قال:
يا ما أمليح غزلانًا، شدن، لنا من هؤليائكن الضال والسمر
فـ "هؤليائكن" تصغير "هؤلئكن"، وقد زعم هو أنه لا يقال "هؤلئك"، وهو باطل بهذا السماع الفاشي من العرب.
فإن كان اسم الإشارة باللام أو ربما قام مقامها مما هو يستعمل في الرتبة البعدى لم تدخل عليه "ها" التنبيه، فلا يقال: هذلك ولا هاتالك ولا هاتلك ولا هاتيلك ولا هذانك ولا هذينك ولا هاتانك ولا هاتينيك ولا هؤلالك ولا هؤلاك، وملخصه أنه لا تجامع "ها" التنبيه ما دل على الرتبة البعدى، وتجامع ما دل على الرتبة القربى والوسطى، وهذا مما يدل على أن المشار إليه له ثلاث مراتب كما زعن النحويون. وهذا المذهب الذي ذكره المصنف عن بعض النحويين أن له مرتبتين، واختاره هو، لم أقف عليه لأحد على كثرة مطالعتي لكتب هذا الشأن.
وعلل المصنف امتناع اجتماع الهاء واللام بأن العرب كرهت كثرة