الزوائد. وهذا تعليل ليس بجيد لأن كل زائدة منهما هي لمعنى لا تدل عليه الزائدة الأخرى، فاللام زائدة تشعر بالبعد، والكاف للمخاطب، والهاء تنبيه له.

وزعم بعض النحويين أن "ها" تنبيه، وأن اللام أيضًا تنبيه، فلا يجتمعان. وهذا ليس بشيء لأن اللام ليست للتنبيه، فقوله دعوى لا دليل عليها.

وقال السهيلي: "الأظهر أن اللام تدل على تراخ وبعد في المشار إليه، وأكثر ما تقال في الغائب وما ليس بحضرة المخاطب، و"ها" تنبيه للمخاطب لينظر، وإنما ينظر إلى ما بحضرته لا إلى ما غاب عن بصره، فذلك لم يجتمعا" انتهى.

وقوله وفصلها من المجرد بـ "أنا" وأخواته كثير أي: وفصل "ها" للتنبيه من اسم الإشارة المجرد من كاف الخطاب بـ "أنا" وأخواته من ضمائر الرفع المنفصلة يكثر، فتقول: هأناذا وهأناذي وها نحن أولاء، وها أنت ذا وها أنت ذي وها أنتما ذان وها أنتماتان وها أنتم أولاء، وها هوذا وها هي ذي وها هما ذان وها هما تان وها هم أولاء، وقال تعالى (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ)، وفي الحديث "هأناذا يا رسول الله"./ وهذه المسألة قد تكررت للمصنف في أول الفصل الثالث من باب "تتميم الكلام على كلمات مفتقرة إلى ذلك"، وقيدنا ما أطلقه المصنف فيها في كتاب "التكميل" من تأليفنا، وأمعنا الكلام فيها، فتطالع هناك.

وقوله وبغيرها قليل أي: وبغير "أنا" وأخواته، ومن ذلك قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015