بعض العرب، وأنشد المصنف في نسخة من شرح هذا الكتاب"
تجلد لا يقل هؤلاء هذا بكى لما بكي أسفًا علينا
وأما "ألاك" بالقصر والتشديد فحكاها بعض اللغويين، وتقدم ذكرنا لها، وأنها في الرتبة الوسطى.
وقوله ومن لم ير التوسط إلى آخره هذا مذهب لبعض النحويين، جعل لأسماء الإشارة مرتبتين قريبة وبعيدة كالمنادى، فإن حروفه على قسمين، منها ما يكون للقريب، ومنها ما يكون للبعيد، فما كان مجردًا من كاف الخطاب فهو للقريب سواء أكان مصحوبًا بـ "ها" للتنبيه أم لم يكن، وهذا معنى قوله "جعل المجرد" يعني من كاف الخطاب، وما لم يتجرد منها يكون للبعيد. قال المصنف الشرح: "وهذا هو الصحيح، وهو الظاهر من كلام المتقدمين، ويدل على صحته خمسة أوجه:
أحدها: أن النحويين مجمعون على أن المنادى ليس له إلا مرتبتان مرتبة للقرب، تستعمل فيها الهمزة، ومرتبة للبعيد أو ما هو في حكمه، تستعمل فيها بقية الحروف، والمشار إليه/ شبيه بالمنادى، فليقتصر فيه على مرتبتين إلحاقًا للنظير بالنظير.
قلت ليس المشار إليه شبيهًا بالمنادى، وأي شبه بينهما؟ المشار إليه ليس مقبلًا عليه بالخطاب، وبل المقبل بالخطاب هو غيره، وهو اسم غائب يخبر عنه إخبار الغائب، وأما المنادى فهو المقبل عليه بالخطاب، فتقول: يا زيد لقد صنعت كذا، كما قال: