أداراً بحزوى هجت للعين عبرة فما الهوى يرفض، أو يترقرق

وقال:

ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام

ولو سلمنا أن بينهما شبهًا في شيء ما لم يلزم أن يشتركا في سائر الأحكام، فتكون رتبة المشار إليه مثل رتبة المنادى.

الثاني: أن المرجوع إليه في مثل هذا النقل لا العقل، وقد روى الفراء أن بني تميم يقولون: ذاك وتيك بلا لام، حيث يقول الحجازيون: ذلك وتلك باللام، وأن الحجازيون ليس من لغتهم استعمال الكاف بلا لام، وأن التميميين ليس من لغتهم استعمال الكاف مع اللام، فلزم هذا أن اسم الإشارة على اللغتين ليس إلا مرتبتان، إحداهما للقرب والأخرى لأدنى البعد وأقصاه.

قلت: لا يلزم ما ذكر لأنه يقتصر في بعض اللغات على معنى ما، ولا يكون لهم لفظ يعبر عن المعنى الآخر المقابل، ولا يلزم من تعقل معنى ما في الوجود أن يوضع له لفظ، فإن صح نقل الفراء فيكون بنو تميم لم يضغطوا لفظًا يعبر عن المرتبة البعدى، بل اقتصروا على المرتبة الوسطى، فقالوا: ذاك وتيك، ويكون الحجازيون أيضًا لم يضعوا لفظًا يعبر به عن المرتبة الوسطى، بل اقتصروا على الرتبة البعدى، فقالوا: ذلك وتلك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015