فذلك إن يلق الكريهة يلقها ... حميداً، وإن يستغن يوما فربما
وقد اقتفى ذلك أبو تمام، فقال:
عسى وطن يدنو بهم، ولعلها ... وإن تعقب الأيام فيهم فربما
ومثال زيادتها كافة بعد الباء قوله:
فلئن صرت لا تحير جواباً ... لبما قد ترى وأنت خطيب
ومثال زيادتها غير كافة قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ}، {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}.
وقوله وتحدث في الباء المكفوفة معنى التقليل قال المصنف في الشرح: «وتحدث (ما) الكافة في الباء معنى ربما، فمعنى لبما قد ترى وأنت خطيب: ربما قد ترى. ومثله قول كثير:
مغان بهيجن الحليم إلى الهوى ... وهن قديمات العهود دواثر
بما قد أرى تلك الديار وأهلها ... وهن جميعات الأنيس عوامر
أراد: ربما أرى، و"قد" مع المضارع تفيد هذا المعنى، ولكن اجتمعتا توكيدا كما اجتمعت عن والباء التي بمعناها في قول الشاعر:
فأصبحن لا يسألنه عن بما به .................................. " انتهى.