وإن بنا - لو تعلمين - لغلة ... إليك، كما بالحائمات غليل
والكاف لتشبيه معنى الجملة التى قبلها بمعنى الجملة التى بعدها، وكأنه أمره أن يكون منه فيما يستقبل كون يشبه كونه في الحال، وتكون المسألة نظير قوله: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} فوقع بعد الكاف جملة يفهم منها ما كان يفهم من المنخفض بها من التشبيه.
ويحتمل أن تكون (أنت) مرفوعة بفعل مضمر، التقدير: كن كما كنت، فلما حذف العامل انفصل الضمير، ونحو ذلك ما رواه هشام من قول الشاعر:
وما زرتنا في الدهر إلا تعلة ... كما القابس العجلان، ثم يغيب
أي: كما يزور القابس العجلان؛ ألا ترى قوله (ثم يغيب)، معطوف على ذلك الفعل المحذوف. والكاف في هذا الوجه أيضا على معناها من التشبيه. وقيل: التقدير: كالذي هو أنت، مثل قراءة من قرأ {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}.
وقوله وقد تزاد إن أمن اللبس مثاله/ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، أي: ليس مثله شيء، ولا يجوز ألا تكون زائدة؛ لأنه يقتضي إثبات مثل الله، ولا مثل له تعالى.
ومن الناس من جعل مثلا في الآية زائدة، وزعم أن مثلا تزاد، ومنه قول العرب: مثلك يفعل هذا، تريد: أنت تفعل هذا. وهذا ليس بشيء، فر من زيادة الحرف إلى زيادة الاسم، وهو مبني على مذهب الكوفيين من أن العرب قد تزيد