وأما ((كن كما أنت)) فتحتمل "ما" أن تكون زائدة، "وأنت" في موضع خفض بالكاف، ووقع ضمير الرفع المنفصل بعد الكاف، كقولهم: ما أنا كأنت، وتقدم ذلك، ومنه قوله:

.................................. ... وأكرومة الحيين خلو كما هيا

وقوله:

................................. ... فتتركه الأيام، وهي كما هيا

وقد زيدت "ما" بين الكاف ومجرورها، قال الكميت:

يركضن في المهمه اليباب كما ... أقرب أرض منها أباعدها

أي: كأقرب أرض لها أبعد أرض منها. وقال الأعشى:

كما راشد تجدين امرأ ... تفكر، ثم ارعوى، أو قدم

وتكون على هذا شبهته فيما يستقبل بنفسه بما قبل ذلك، ولا ينكر تشبيه الشيء بنفسه في حالين مختلفين.

ويحتمل أن تكون"ما"كافة لها عن العمل ومهيأة لها الدخول على الجمل، مثلها في ربما، وأنت مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: كن كما أنت عليه. وقدره بعض شيوخنا: كما أنت كائنه، أو كائن إياه. وقدره بعضهم: كما أنت معلوم، وحذف الخبر، ونظيره قول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015