ومن هذا النوع وقوع (على) بعد وجب وشبهه؛ لأن وجب عليك مقابلة لوجب لك. وكذا وقوعها بعد كذب وشبهه.
ومن الاستعلاء المعنوي وقوعها بعد كبر وصعب وعسر وعظم مما فيه ثقل. وكذلك ما دل على تمكن، نحو {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ}، (وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت) " انتهى
قال بعض أصحابنا: وقد يعرض فيها إشكال في بعض المواضع، فيظن أنها فارقت معنى الاستعلاء وليس كذلك، فمن تلك المواضع: زوت زيدا على مرضي، وأعطيته على أنه شتمني، ومنه قول فيس الرقيات:
ألا طرقت من آل بثنة طارقة ... على أنها معشوقة الدل عاشقة
وخفي على كذا، وأشكل على كذا، وتقول عليه، وحمل عليه كذا، قال:
وما زالت محمولا على ضغينة ... ومضطلع الأضغان مذ أنا يافع
واتصل بي هذا على لسان فلان، وجازاه على كذا، وعاقبه على كذا، وكر عليه، وعطف عليه، ورجع عليه، وحنى عليه. وهذا كله من المجاز وتشبيه المعقول بالمحسوس.
وقوله وللمصاحبة هذا مذهب كوفي، وقال به الفتبي وهذا المصنف، واستدل في شرحه بقوله تعالى: (وءاتى المال على حبه ذوي القربى)