وكذا كان يقول أبو الحسن بن خروف، كان يقول: لا تكون إلا اسما، وكل من أدركنا ممن يقول لا تكون إلا اسما يجعلها معربة، وهو القياس؛ لأنها تخرج عن شبه الحرف؛ إذا لا حرف في معناها، وقلة تصرفها لا توجب لها البناء، كعند وذات مرة وبعيدات بين.
وقد قال بعض أشياخنا: "هي معربة وإن كانت تكون حرفا؛ لأنه لم تظهر فيها علامة البناء، فينبغي أن تحمل على أصل الأسماء من الإعراب، وما ذكره أبو القاسم هو الوجه والقياس" انتهى
ومثال الاستعلاء حسا قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}. ومثاله معنى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}، {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} / {بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}.
قال المصنف في الشرح: "ومن هذا النوع المقابلة اللم المفهمة ما يحب،
كقول الشاعر:
فيوم علينا، ويوم لنا ... ويم تساء، ويوم نسر
ومثله قول الآخر:
عليك لا لك من يلحاك في كرم ... مخوفا ضرر الإملاق والعدم
ومثله:
لك لا عليك من استغنت، فلم يعن ... إلا على ما ليس فيه ملام