وقوله ولموافقة بعد هذا أيضا مذهب كوفي، وتبعهم القتبي وهذا المصنف. واستدلوا بقوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}، أيه: بعد طبق، وقول امرئ القيس:
وتضحى فتيت المسك فوق فراشها ... تؤرم الضحى، لم تنطق عن تفضل
يريد: بعد تفضل، وقول الآخر:
ومنهل وردته عن منهل
يريد: بعد منهل. قال المصنف: ومنه قول الشاعر:
قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائل عن حيال
ومثله:
لئن منيت بنا عن غب معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل
أي: ننثني
قال بعض شيوخنا: "والذي يظهر أن الانتطاق لما كان بعد التفضل صار شبيها بما يكون مسببا عنه، فصار يقرب من قولك: كلمته عن حرج، وأكلت عن جوع، وشربت عن عطش. وكذا الكلام في قوله: