ومنهل وردته عن منهل

وينبغي على قول الكوفيين ومن تبعهم أن تكون عن ظرفا؛ لأنها بمعنى بعد، ولا أعلم أحدا قال فيها إنها اسم إلا إذا دخل عليها حرف الجر" انتهى

وقال بعض أصحابنا: "وقعت في هذه المواضع (عن) موقع (بعد) لتقارب معنييهما؛ لأن (عن) تكون لكل عدا الشيء وتجاوزه، و (بعد) لما تبعه وعاقبه، فإذا جاء الشيء بعد الشيء فقد عدا وقته وقته وتجاوزه" انتهى. وهذا التأويل سائغ في: "عن حيال"، و"عن غب معركة".

وقوله وفي قال المصنف في الشرح: "واستعمال عن موافقة ل (في) كقول الشاعر:

وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... فلا تك عن حمل الراعة واني

أي: في حمل الرباعية وانيا. وجعلت هنا الأصل (في) كقوله تعالى: {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} " انتهى.

وتعدية وني ب (عن) مستعمل في لسان العرب، وفرق بين: ونى عن كذا، وونى في كذا، فإذا قلت ونى عن ذكر الله فالمعنى المجاوزة وأنه لم يذكره، وإذا قلت ونى في ذكر الله فقد التبس بالذكر، ولحقه فيه فتور وأناة.

قال بعض أصحابنا: "وهذا الذي ذهب إليه الكوفيون باطل؛ غذ لو كانت لها معاني هذه الحروف لجاز أن تقع حيث تقع هذه الحروف، فكنت تقول: زيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015