أي: على سرحة. وبما حكي يونس عن العرب من أنها تقول: نزلت في أبيك، يريدون: على أبيك. وقال القتبي: "تقول: لا يدخل الخاتم في إصبعي، أي: على إصبعي" وقال المصنف: "ومنه قول حسان:

بنو الأوس الغطارات، أزرتها ... بنو النجار في الدين الصليب

قال بعض أصحابنا: ولو كانت (في) بمعنى (علي) لجاز أن تقول: في زيد دين، أي: على زيد دين، فأما الآية والأبيات فإن جذع النخلة بمنزلة المكان والمحل للمصلوب لاستقراره فيها، فصلح لذلك دخولها عليه كما تدخل على الأمكنة. وأما ما حكاه يونس فعلى حذف مضاف، والتقدير: نزلت في كنف أبيك أو في ذرا أبيك ف "في" للوعاء، ولم تخرج عن بابها. وأما (أدخلت الخاتم في إصبعي) فقال بعض شيوخنا: إذا دخل على الأصبع فهو بلا شك.

وقوله والباء هذا أيضا مذهب كوفي، وتبعهم القتبي وهذا المصنف. واستدلوا على ذلك بقول زيد الخيل:

ويركب يوم الروع فيها فوارس ... بصيرون في طعن الأباهر والكلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015