حال اتصافه بالحلم؛ إذ قد يقال هذا لمن حلم في وقت، وظهر فيه عقل في وقت آخر، وإذا قلت فلان عاقل في حلم فالمعنى أن حلمه تصرف بالعقل على حسب مقتضاه، فكأنه دخل فيه.

وأما قول الجعدي (ولوح ذراعين في بركة) فكأنه قال: داخلان في بركة؛ ألا ترى أنه لا يقال في كلام العرب: ولوح ذراعين في كفل؛ لأن الذراعين لا يكونان في الكفل، و (مع) تصلح هنا، لو قلت له ذراعان مع كفل لكان ذلك صحيحا، وتقول: له رجلان في كفل، ولا تقول: رجلان في بركة، ويصلح أن تقول: مع بركة" انتهى.

وأما استدل به المصنف فكله محمول على الظرفية المجازية، ويحتمل أن يكون {فِي أُمَمٍ} على حذف مضاف، أي: في عذاب أمم، ويكون {فِي النَّارِ} بدلا.

وقوله للتعليل قال المصنف في الشرح: "كقوله تعالى، {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ}، {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ}، {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} (عذبت امرأة في هرة جبستها)، ومنه قوله الشاعر:

فليت رجالا فيك قد نذورا دمي ... وهموا بقتلي- يا بثين- لقوني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015