لا قَولَ أَبعَدَ عنه نَفعٌ منه عن ... نَهْي ... الخَلِيَّ ... عن الغَرامِ مُتَيَّمَا
أو مُقَدَّرٍ مثاله: ما رأيتُ كزيدٍ رجلاً أَبغَضَ إليه الشرُّ، التقدير: ما رأيتُ رجلاً أَبعَضَ إليه الشرُّ منه إليه كزيدٍ، فحذف المفضول، وهو: منه، وحذف «إليه»، للعلم بهما. وقال الشاعر:
مَرَرتُ على وادي السِّباعِ، ولا أَرَى ... كَوادي السِّباعِ حينَ يُظْلِمُ وادِيا
أَقَلَّ ... بهِ ... رَكْبٌ ... أَتَوْهُ ... تَئيَّة ... وأَخْوَفَ، إلا ما وَقَى الله، سارِيا
الأصل: ولا أَرى واديًا أَقَلَّ به رَكبٌ منه بوادي السِّباع، فحُذف المفضول للعلم به، ولم يُقَم مقامه شيء. وقال الآخر:
ما إنْ رأيتُ كعبدِ الله مِن أحدٍ ... أَولَى بهِ الحَمدُ في وَجْدٍ وإعْدامِ
وقد يُحذف ما دخلت عليه مِنْ، فتدخل على المحلّ أو على صاحب المحلّ،
مثال ما تدخل على المحلّ: ما رأيتُ رجلاً أَحسَنَ في عينه الكُحلُ مِن عينِ زيدٍ،
التقدير: مِن كُحل عين زيد، حذف كُحلاً، وأَقامَ المضاف إليه مُقامَه. ومن ذلك قولهم:
ما رأيتُ كذبةً أَكثَرَ عليها شاهدٌ مِن كَذبةِ أميرٍ على منبرٍ، التقدير: مِن شُهودِ كَذبِة أميرٍ، فحَذف شهودًا، وأَقام المضاف إليه مُقامه.
ومثال ما تدخل على ذي المحلّ: ما رأيتُ رجلاً أَحسَنَ في عينه الكُحلُ مِن زيدٍ، والتقدير: مِن كُحلِ عينِ زيدٍ، فحَذف مضافين كما حذف في قولهم: لا أَفعَلُ ذلك هُبَيرةَ بنَ سعدٍ، فحذف مضافين، أي: مدةَ مَغيبِ هُبَيرة.