ما رأيتُه مُذْ أَوَّلَ مِن أمسِ. ويضاف إلى معرفة، كقوله {وأنا أول المومنين}.
وتقول: الأَوَّلانِ والأوَّلون والأَوائل، والأُولى والأُولَيانِ والأُوَل. ويَثبت له جميع أحكام ما ثبت لأَفْعَلِ التفضيل، وإنما هو فرع من أصل أَفْعَلِ التفضيل، وإنما أُفرِد بالذكر لأنه قد يُجَرَّد عن الوصفيَّة، فيصير له حكم آخر.
وقوله وإن نُويتْ إضافُته بني على الضم قال س: «وتقول ابدا بهذا أَوَّلُ»، يعني فيضمّ، والمعنى: أوَّلَ الأشياء، فُنويت الإضافة، وقُطع عنها، وبُني على الضم كما بُني {من قبل ومن بعد}، ولا يجوز ذلك في غيره من أَفْعَلِ التفضيل، لا يجوز: ابدا بهذا أَسْبَقُ، تريد: أَسْبَقَ الأشياء.
وحكى الفارسي: ابدا بهذا مِ أَوَّلُ، بالضم ـــ وتقدَّم توجيهه ـــ وبالفتح، مُنع الصرف للوصف والوزن، وبالجر من غير تنوين على تقدير الإضافة إلى مقدَّرِ الثبوت، كما قال الراجز:
خالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياشِيمَ وَفَا
حَذف المضاف إليه، وقَدَّر ثبوته، وترك المضاف على حاله.
وقوله وإنْ جُرِّدَ عن الوصفيَّة جَرى مجرى أَفْكَلٍ يعني أنه اسم لا صفة، فيكون مصروفًا إذ ليس فيه إلا علَّة واحدة، وهي وزن الفعل، فهو كأَفْكَلٍ، وهي الرِّعْدة، فهو مصروف نحو: ما له أولٌ ولا آخِرٌ. وفي محفوظي أنَّ مؤنث هذا أوَّله. إلا أن سُمَّي به فيمتنع الصرف، كما لو سَمَّيتَ بأَفْكَل، وصار فيه علتان:
وزن الفعل، والعلمية، وقال الشاعر: