وإذا صحَّ جمع أَفْعَلَ العاري لتجرده من معنى التفضيل إذا جَرى على جمعٍ جاز أن يؤنَّث إذا جَرى على مؤنث. ويجوز أن يكون من هذا قول حُنَيف الحَناتم في صفات الإبل: سرعى وبُهْيَا وغُزْرَى. وكان الأجود أن يقال: أَسْرَع وأَسْرَع وأَبْهَى وأَغْزَر، إلا أنه لَمَّا لم يَقصد التفضيل جاء بفُعْلَى في موضع فَعيلة، كما جاء قائل ذلك البيت بألائم في موضع لئِام. /وعلى هذا يكون قول ابن هانئ:
كأنَّ صُغْرى وكُبْرَى ................... ... ..............................
صحيحًا؛ لأنه لم يؤنث أصغَرَ وأكْبَرَ المقصود بهما التفضيل، وإنما أنث أَصْغَرَ
بمعنى صَغير وأَكْبَرَ بمعنى كَبير».
-[ص: ونحو: هو أفضلُ رجلٍ، وهي أفضلُ امرأةٍ، وهما أفضلُ رجلين أو امرأتين، وهم أفضلُ رجال، وهنَّ أفضلُ نسوةٍ ـــ معناه ثبوتُ المزيَّة للأوَّل على المتفاضلين واحدًا، أو اثنين اثنين، أو جماعةً جماعةً. وإن كان المضاف إليه مشتقَّا جاز إفرادُه مع كون الأول غيرَ مفرد.]-
ش: إذا أُضيف في التفضيل أَفْعَلُ إلى نكرة بقي أَفْعَلُ مفردًا مذكرًا كحاله إذا كان بِمِنْ، وكان معنى قولك هو أفضلُ رجلٍ: أفضل مِن كلَّ رجلٍ قيسَ فضلُه بفضله، وفي التثنية: أفضل مِن كلَّ رجلين قيسَ فضلُهما بفضلهما، وفي الجمع: أفضل مِن كلَّ رجالِ قيسَ فضلُهم بفضلهم، فحُذف «مِنْ» و «كلّ»، وأُضيف أَفْعَلُ