/زيدٌ أفضلُ الرجلين، ولا: زيدٌ أفضلُ الثلاثةِ، وأنت تريد التفضيل؛ لأنه أحد الرجلين وأحد الثلاثة، وإذا كان أحدَ ما يضاف إليه لزِم من ذلك أن تُفضله على نفسه.
وإلى امتناع ذلك ذهب المبرد بدليل ما حكاه النحاس في «صنعة الكُتَّاب»
له أنه منع أن يقال: «هذا الكاتبُ أفضلُ الثلاثةِ»، قال: «لأنه لا يُفَضَّل على نفسه».
وقد ذكرنا الخلاف بين البصريين والكوفيين في جواز: يوسفُ أحسنُ إخوتِه. وقولُهم: يوسفُ أحسنُ إخوانِه، ونُصيبٌ أَشعَرُ أهلِ جلدته، وعليُّ أفضلُ أهلِ بيِته، على ما قرروه ـــ لا يجوز لأنه ليس بعضًا مما أضيف إليه. وتأوَّله على أنَّ أحْسَنَ بمعنى حَسَن، وأشْعَرَ بمعنى شاعر، وأَفْضَلَ بمعنى فاضل. وأمَّا قول الراجز:
يا رَبَّ مُوسَى، أَظْلَمِني وأَظْلَمُهْ ... سَلِّطْ عليهِ مَلَكًا لا َرْحَمُهْ
فهو شاذُّ مِن حيث أضاف إلى ياء المتكلم وضمير الغائب، وكان قياسه أن يقول: أظْلَمُنا.
وقوله واستعمالُه عاريًا دون مِنْ مُجردًا مِن معنى التفضيل قد تقدَّم الكلام على ذلك وانه شيء ذهب إليه المتأخرون.
وقوله مؤوَّلاً باسمِ فاعل مثاله {هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض} أي: عالمٌ بكم.