شاركوه في الفضل، بل يكون قد فُضَّل على غيرهم، وعُرف بذلك، فقيل: هو الأفضل، كما تقول: هو الفاضل، ثم نَزعتَ الألف واللام وأَضَفتَه، ويكون معرفة بخلاف الثاني، فلا يجوز أن يجوز أن تصف به النكرة، وحينئذ تُثنِّيه وتجمعه وتؤنِّثه، بخلاف الذي ضُمِّنَ معنى مِن، فإضافته قد جعلته واحدًا من القوم ومشاركًا لهم في الفضل،
وفضلته عليهم بالزيادة فيما اشتركوا فيه، وتصف به النكرة.
وفعْلَى أَفْعَلَ ليست مطردة، ولا تقول منه إلا ما قالوا. وبعضهم يجعله مُطَّردًا. والأول أكثر. ومن هذا النوع قوله
تعالى {أكبر مجرميها} و {إلا الذين هم أراذلنا}.
فإذا قلت: هندٌ أكبرُ بناتك، إن كان على معنى مِنْ لا تكون هند من بناته، كأنك قلت: هندٌ أكبرُ من بناتك. وإن جعلته على معنى غير مِنْ لم يجز أن تقول أَكْبَر، وإنما تقول كُبرى بناتك، أي: إنه الكبيرة منهم» انتهى، وفيه بعض تلخيص.
وقوله ولا يكون حينَئذٍ إلا بعضَ ما أُضيف إليه، وشَذَّ «أَظْلَمي وأَظْلَمُه»
أي: حين تنوي معه مِنْ، وذلك على اختياره أنها على معنى مِنْ، والصحيح أنها ليست على معنى مِنْ على ما يُبَيَّن في باب الإضافة. وقال ابن عصفور: الصحيح عندي أنها ليست أحدَ ما تضاف إليه.
فإن قلت: يدلُّ على ذلك امتناعُ: زيدٌ أفضلُ الحجارة، وجوازُ: الياقوتُ أفضلُ الحجارة.
فالجواب: أنَّ العرب لا تضيفها إلا لِما يصلح أن تكون بعضًا له في غير المفاضلة، فلذلك جاء: زيدٌ أفضلُ القومِ، وامتنع زيدٌ أفضلُ الحجارةِ، ولهذا لا يجوز: