خَلَّفْ على أَرْوَى السَّلامَ، فإنَّما ... جزَاءُ الثَّوِيِّ أن يَعِفَّ ويَحْمَدَا
سأَرحَلُ عنها وامقًا غير عاشقٍ ... جَزَى الله خيرا، ما أَعَفَّ وأمْجَدَا
أي: ماأعفَّهم وأمجدَهم، وما كان أصبَرها، وما أعفًهم وأكرمَهم، وما أعفْها وأمجدَها.
ومثال حذفه بعد أَفْعِلْ قوله تعالى {أسمع بهم وأبصر}، {وأبصر به وأسمع)، وقال:
أعْززْ بنا ... وأَكْف، إنْ دُعيِنا ... يومًا إلى نُصْرةِ مْن يَليِنا
وقال آخر:
تَرَدَّدَ فيها ضَوءُها وشُعاعُها ... فَأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامريئٍ إنْ تَسَرْبَلا
وقال آخر:
فذلكَ إنْ يَلْقَ المَنَّيةَ يَلْقَها ... حَميدًا، وإنْ يَسْتغْنِ يومًا فَأَجْدِرِ
/أي: وأَبْصِرْ بهم، وأسْمِعْ به، وأكْفِ بنا، وفَأَحْصِنْ بها وأَزْيِنْ بها، وفَأَجْدرْ به.
ومن زعم أنَّ المجرور في موضع رفع استعذر لحذفه بأن لّما لزمه الجر اكتسى
صورة الفضلة، فلما عُرف جاز حذفه، ولأنه في المعنى كمعمول أَفْعَلَ، فجاز حذفه حملاً عليه.