ولا يُعترض على هذا بخطاب في قولك: يا زيدُ أَكْرِمْ بعمرٍو؛ لأنَّ الفاعل مخالف للمخاطب، فالمعنى: يا زيدُ أَكْرَمَ الإكرامُ عمرًا، أي: جعلَه كريمًا، كما تقول: يا زيدُ ما أَكْرَمَ عمرًا! أي: شيءٌ جعلَه كريمًا. وأُضمر الفاعل في أَفْعِلْ ليكون بإضماره إبهام، ويحصل بعدم التصريح به جَوَلان الفكر فيه بما هو.

والدليل على أنَّ المجرور في موضع نصب شيئان:

أحدهما: جواز حذفه اختصارًا، كقوله تعالى (أسمع بهم وأبصر)،

واقتصارًا، نحو قوله:

............................. ... .......... وإنْ يَسْتَغْنِ يومًا فأَجْدِرِ

والثاني: أنهم لَّما حذفوا الباء نصبوا الاسم، نحو قول الشاعر:

ألا طَرَقَتْ ... رِجالَ ... القَومِ ... لَيلَى ... فَأَبْعِدْ ... دارَ ... مُرْتَحِلٍ ... مَزارَا

وقولِ الآخر:

............................... وأجْدِرْ ... مثلَ ... ذلك أنْ يَكُونا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015