ولو قال قائل: إنه بالقلب الذي حدث في الكلمة صارت بمنْزلة النون التي من نفس الكلمة، كما جعلت النون في لدن بمنْزلة التنوين الزائد في قول من قال: لَدُنْ غُدْوةً ــ لكان قولاً».
وقال ابن يسعون: «يمكن أن يكون كائن مشتقَّا من قولهم: كاءَ يكيء كَيْئا وكَيْئة: إذا رجع وارتدع، وأيضًا إذا هاب، فهو كاء من هذا اللفظ، كجاءٍ ونحوه، ثم أُلزم الاستعمال بمعنى كم من حيث كان الرجوع والارتداع تردُّدًا وانضمامًا واجتماع بعض الشيء إلي بعضه؛ وهذا المعنى قريب من العدد والكثرة»
وينبغي أن يكون الوقف عليه في هذا القول بحذف النون لأنها تنوين. وهذا القول فاسد لأنها لو كانت اسم فاعل من كاءَ في الأصل لجاز إضافتها إلى التمييز كإضافة ما هي في معناه، وهي كم؛ إذ لا مانع من ذلك، لكنها بمنْزلة المحكي، فتمتنع الإضافة.
وحكى قطرب عن يونس أن كائن اسم فاعل من كان، وعلى هذا تثبت النون وقفًا وخطَّا لأنها من نفس الكلمة.
وهذا فاسد؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن لبنائه وجه إلا حمله على كم من حيث استُعمل في معنى كم، ولو كان كذلك لوجب أن تكون نونه متحركة حتى يكون بناؤه على حركة؛ لأنه معرب في الأصل، طرأ البناء عليه. وأيضًا فإن قولهم فيه كَأَيِّنْ وكَيْءٍ يبين فساد ذلك.