وتقول في الخبرية: كم رجلٍ جاءك لا رجلُ ولا رجلان، فتعطف على كم بـ «لا» لأنَّ الكلام موجب، ولا يكون هذا في الاستفهامية لأنًّ «لا» لا

يُعطف بها في الاستفهام.

وتمييز كم يجوز دخول مِن عليه، سواء أكان متصلاً بها أم متأخرًا عنها، وسواء أكانت خبرية أم استفهامية، إلا إذا كان قد دخل على كم الاستفهامية حرف جر، فلا يجوز أن تدخل على تمييزها مِن؛ لأنَّ ذلك الحرف جُعل عوضًا مِن «مِن»، فلا يجتمعان.

و «كم» لفظها مفرد، ومعناها الجمع، واللفظ يتبع تمييزها في التذكير والتأنيث، تقول: كم رجلٍ لقيتُه، وكم امرأةٍ رأيُتها، قال تعالى {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}

.ويتبع المعنى، فيكون العائد جمعًا، فتقول: كم رجلٍ رأيتُهم، وكم امرأةٍ رأيُتهنَّ، / وقال تعالى {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا}.

والحمل على اللفظ هو الأقيس؛ لأنَّ الضمير والمظهر من قبيل الألفاظ. فإن كان التمييز جمعًا ــ وذلك في الخبرية ــ فلا يعود الضمير إلا ضمير جمع، نحو قوله:

كَمْ مُلُوكٍ بادَ مُلْكُهُم ... ............................

ولا يعود مفردًا، لا تقول: كم رجالٍ قام. وقد تقدَّم ذكر المصنف

الإشارة إلى الحمل على لفظ كم وعلى معناها من الجمع في باب الموصول في أوائل الكتاب في أول الفصل الثاني من الباب في شرح الحمل على مَنْ وما بالنسبة إلى اللفظ والمعنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015