وقولِ الآخر:

رأينَ خلِيسًا ... بعدَ أَحْوَى، تَلَفَّعَتْ ... بِفَوْدَيْهِ سَبعُونَ السَّنينَ الكَوامِل

أي: سَبعُونَ مِن السَّنين. وقال الأعشى:

يا ... عَجَبِ ... الدَّهرِ متى ... سُوَّيا ... كَمْ ضاحِكٍ مِنْ ذا، ومِنْ ساخِرِ

قالوا: يريد: كَم مِن ضاحِكٍ مِن ذا، بدليل قوله: ومِن ساخِر.

وضُعَّف مذهبهم بأنَّ إضمار حرف الجر وإبقاء عمله إنما هو في ضرورة أو شذوذ من الكلام، والخفض بعد كم فصيح، فدلَّ على أنه ليس على الإضمار.

وبأنه لا حجة في البيت لأنه يحتمل أن يكون عامَل «كم ضاحك من ذا» ـــــ

وإن كان مجرورًا بالإضافة ـــ معاملتَه في قولك: كم مِن ضاحكٍ من ذا، لَما كانا في معنَى واحد، فعطف عليه المجرور لذلك.

وقوله وإن فُصل نُصب حملاً على الاستفهامية مثاله قول الشاعر:

تَؤُمَّ سنانًا، وكَمْ دُونَهُ ... مِنَ الأَرضِ مُحْدَوْدِبًا غارُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015