وقولُ الآخر:
كَم دُونَ سَلمى فَلَواتٍ بِيدِ ... مُنْضِيَةٍ للبازِلِ القَيْدُودِ
والإفراد أكثر من الجمع، وقال الشاعر:
وكَم لَيلةٍ قد بِتُّها غيرَ آثِمٍ ... بِساجِيةِ الحِجْلَينِ، مُفْعَمةِ القُلبِ
وتشبيه المصنف تمييزها بتمييز عشرة وبتمييز مئة مُشعرُ بأنَّ سبب الإفراد والجمع هو التشبيه بهما في أنَّ تمييزها يكون مفردًا كتمييز مئة، وجمعًا كتمييز عشرة، وهو قول مخالف لِما نُقل عن النحويين في سبب ذلك؛ لأن بعضهم قال:
جَرَتْ في تمييزها بالمفرد مجرى ثلاثمئة وأربعمئة، وهو قول الفارسي
وجماعة، زعموا أنه لَّما كما معناها معنى التكثير جَرَت لذلك مجرى ثلاثمئة وأربعمئة، فكما أنَّ الثلاث والأربع يضافان إلى مئة ـــ وهي مفردة ـــ فكذلك كم. ومَن أضافها إلى الجمع فعلى قول مَن قال:
ثلاثُ مِئين ...................... ... ..................
ولذلك كانت إضافتها إلى المفرد أفصح، كما أنَّ ثلاثمئة أفصح من ثلاث مئين، وتقدَّم الخلاف في «ثلاث مئين» أهو مما لا يقال إلا في الشعر، أو هو لغة.
وقال الفارسي 3: «والقياس أن تُبَيَّن بالواحد مِن حيث كان عددًا كثيرًا، أمَّا تبيينهم لها بالجمع فعلى القياس المتروك في ثلاثمئة ونحوها».