قال ابن عصفور: «ومما ينبغي عندي أن يستدلَّ به على أنَّ كم الخبرية تقع على القليل والكثير قول الفرزدق:

كَمْ عَمَّةٍ لك ـــ يا جَريرُ ـــ وخالةٍ ... فَدْعاءَ قد حَلَبَتْ عليَّ عِشاري

شَغَّارةً، تَقِذُ الفصيلَ برجْلها ... فَطَّارةَ لقَوادِمِ الأَبْكار

كُنَّا نُحاذِرُ أنْ تُضيعَ لِقاحَنا ... وَلْهَى إذا سَمِعَتْ دُعاءَ يَسارِ

ألا ترى أنه لا يمكن أن يكون لجرير عمَّات وخالات كثيرة كلُّهن فُدْع

يَقِذن الفُصلان بأرجلهن حالبات لِعشار الفرزدق كَلِفات براعيه يسار؟ ومما يبين أنه ليس يريد تكثير العمات /والخالات روايةُ من رَوى برفع عمّة وخالة؛ ألا ترى أنَّ العمة والخالة إذ ذاك لا يراد بهما إلا الإفراد، وأنَّ كم

واقعة على المراد، فهذه الرواية مبنية ما ذكرته من أنه لم يُرِد تكثير العمات والخالات».

وقوله فمُمَيَّزها كمميَّز عشرة أو مئة يعني أنه يكون جمعًا مجرورًا كمميز عشرة، ومفردًا مجرورٍا كمميَّز مئة، فمن الجمع قولُ الشاعر:

كَم مُلُوكٍ بادَ مُلكُهُمُ ... ونَعيمِ سُوقَة بادُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015