والصحيح مذهب الفراء ,لان هذا صورته صوره النفي, وليس بنفي ,ألا تري انه لا يجوز

دخول إلا في خبره ,ولانصب الفعل بعد الفاء والواو في جوابه ,فكذلك لا يقع «احد» فيه.

وقوله أو نهي مثاله «ولا يلتفت منكم احد»

وقوله أو شبههما يريد شبه النفي وشبه النهي , فشبه النفي قوله تعالي

«هل تحس منهم من احد» صورنه استفهام ,ومعاناة النفي ,أي: ما تحس منهم من احد , ونحو: قلما يقول ذلك احد إلا زيد ,وليتني اسمع احد يتكلم ,لان المعني: لا اسمع

أحدا يتكلم ,ذكره الفراء في «كتاب الحد»

ومن شبه النفي قول الراعي:

لو كنت من احد يهجي هجوتكم يا ابن الرقاع , ولكن لست من احد

أي: ما أنت من احد يهجي.

وشبه النهي قول الفراء في «كتاب الحد»: لأضربن أحدا يقول ذلك ساقه سياقا يشعر بشهوته , والمعني فيه: لا يقل ذلك احد.

وقوله بعموم من يعقل وذلك عموم الشمول والإحاطة , ولذلك لا يثني ولا

يجمع ولا يؤنث ولا يعرف , لأنه قصد به حاله واحده , فاستغني عن علامة تدل علي غيرها , وغيره من النكرات - وان استعمل في النهي والنفي للعموم كاستعمال أحد فقد يستعمل ويراد به نفي الوحدة , فإذا قلت ما في الدار رجل احتمل العموم الاستغراقي

واحتمل نفي الوحدة , ولهذا اصح إذا أريد به هذا الاستعمال أن تقول: بل رجلان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015