الإفراد قبل أن تركب في العدد، فلما ركبت بنيت على الفتحة، كما أنها في
/الإفراد في هذه اللغة تعرب حالة النصب بالفتحة.
وقوله فيجعل الإعراب في متلوها أي: في متلو الياء، وهو النون، فتقول
هذه ثمان، ورأيت ثمان، ومررت بثمان، وقال الشاعر:
لها ثنايا أربع حسان ... وأربع، فثغرها ثمان
وقوله وقد يفعل ذلك - أى: حذف الياء وجعل الإعراب في متلوها -
برباع، الرباعى: ما فوق الثنى من الحيوان، وشناح وهو الطويل، وهذان الاسمان
أجراهما معظك العرب مجرى المنقوص، فتظهر الفتحة في حالة النصب، وتقدر
الضمة والكسرة في حالى الرفع والجر. وبعض العرب يحذف الياء، ويجعل الإعراب
في العين والحاء، فيقول: هذا رباع وشناح، ورأيت رباعا وشناحا، وكررت برباع
وشناح. ومسوغ حذف الياء كونها حرفا زائدا، فاستسهلوا حذفه. ويحتمل أن
يكون قائل هذا بنى الكلمة على فعال كصباح لا على الفعإلى، فلا يكون ثم
حذف، بل تكون هذه لغة، لا أن الكلمة بنيت على الياء، ثم حذفت.
وقوله وجوار وشبهها يعنى من جمع فاعلة المعتلة اللام على فواعل، نحو:
جارية وجوار، وغاشية وغواش، وناصيه ونواص. والفرق بين هذا الجمع وما قبله
أن الياء في ثمان ورباع وشناح زائدة، والياء في هذا الجمع ليست كذلك؛ إذ هي
في مفرده ياء إما أصلية وإما منقلبة عن واو أصلية، وقرأ ابن مسعود
{وله الجوار} برفع الراء، وبعض السلف {ومن فوقهم غواش}