وهذا الذي ذكره من أنه لا يجوز بإجماع إلا في الشعر ليس بصحيح، وقد
تقدم لنا النقل عن الكوفيين أنهم يجيزون إضافة الصدر إلى العجز في المركب
مطلقا دون إضافة، وإن كان البناء هو الأجود، ولا يخصون ذلك بثماني عشرة
كما يفهم من كلام المصنف، وأن أصحابنا البصريين حملوا ذلك على الضرورة
على تقدير صحة النقل فيه
-[ص: وياء الثماني في التركيب مفتوحة أو ساكنه أو محذوفة بعد كسرة أو
فتحة، وقد تحذف في الإفراد، ويجعل الإعراب في متلوها، وقد يفعل ذلك
برباع وشناح، وجوار وشبهها.]-
ش: الياء في الثماني زائدة، وهو اسم أجرى في الإعراب مجرى المنقوص،
فتقول جاءني ثمان، ومررت بثمان، ورأيت ثمانيا، قال الشاعر:
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا
وقد تكلمنا عليها في أخر فصل في باب النسب من شرح هذا الكتاب،
ففتحها في ثماني عشرة هو الوجه، لأنه لما ركب الاسمان فتحا، والياء قابله للفتحة
إعرابا فكذلك تقلبها بناء، وسكونها كسكونها في معدي كرب حالة البناء،
وسكونها في معدي كرب تشبيها بياء دردبيس؛ إذ معدي كرب جعل اسما
لواحد كما أن دردبيسا كذلك.
وأما حذفها فلأنها حرف زائد ليس من سنخ الكلمة، وأبقيت الكسرة قبلها
لتدل على الياء المحذوفة. وأما فتحها فيظهر أن ذلك على لغة من حذف الياء في