واستدلوا على أنه غير مضاف بان الحكم المنسوب إلى المضاف غير
منسوب إلى المضاف إليه، كقولك: قبضت درهم زيد، فزيد ليس مقبوضا، وهو
منسوب إليه، إذا قلت: قبضت اثني عشر درهما، فالعشر مقبوضة، فليس مضافا.
وقيل: لا يبعد أن تكون مضافة إلى عشر المبنى لتضمن الواو، وتضمنه يدل
على أنها داخله في الحكم، فعلم ذلك من تضمنها الواو لا من الإضافة.
وفي البسيط أيضا ما معناه: أضافوا إما إضافة حقيقية كما تقول أعطيته ثوبا
لثوب، وزدته درهما لدرهم، أي: مضافا إلى درهمه، فكأنه قيل: أقنان لعشرة، ثم
أضاف. وإما لفظية فلا يتأول هذا، بل يحذف، وتصير صورته صورة الإضافة
تخفيفا.
وقيل: هو مبنى لأن المضاف إليه ليس داخلا في حكم العامل في المضاف،
والاختلاف بالعامل لا يدل على الإعراب كما في مبنى المبهمات، والنون هنا مثل
التنوين، فحذفت من المبنى كما يحذف التنوين. ويدل على أنه مركب معه
كخمسة عشر حذف الهاء من عشرة، ولو كانت مضافة لثبتت علامة على أصلها.
انتهى، وفيه بعض تلخيص.
وقال بعضهم: إنما أعرب اثنا عشر لأن التثنية لا تختلف حالها، ولا تتغير؛
لأنها للمذكر والمؤنث ومن يعقل وما لا يعقل على صورة واحدة، ولا يتصور في
التثنية البناء؛ ألا ترى أن الاسم المبنى إذا ثنى أعرب، نحو: هذا وهذان وهذين،
واللذان واللتان واللذين واللتين.