وتقدم الكلام في همزته. وذكر المصنف/ أنه قد يقال: وحد عشر، فلا يبدلون
واوه همزة، كما لم يبدلوها حين استعمل صفة، نحو قوله:
كأن رحلى، وقد زال النهار بنا ... يوم الجليل على مستأنس وحد
وقوله وفي مؤنثه إحدى عشرة تقدم أن ألف إحدى للتأنيث، والتاء في
عشرة للتأنيث، فكيف يجمع بين علامتي تأنيث في المؤنث، ولم يجمع بينهما في
المذكر فيقال: ثلاثة عشرة؟
وأجاب المصنف في الشرح بأنه «استثقل ذلك في المذكر لأنهما بلفظ
واحد وبمعنى واحد، فإن مدلول تاء ثلاثة وعشرة تذكير المعدود، فاتخذ لفظا
ومعنى، فكرة اجتماعهما في شيئين كشيء واحد، بخلاف إحدى عشرة، فإن
علامتيه مختلفتا اللفظ والمعنى، أما اللفظ فظاهر، وأما المعنى فلأن ألف إحدى داله
على التأنيث وتاء عشرة داله على التذكير، وكذا واحده عشرة، فإن علامتيه -
وإن اتخذتا لفظا - فقد اختلفتا معنى؛ لأن مدلول تاء واحده تأنيث، ومدلول تاء
عشرة تذكير، فلم يكن اجتماعهما كاجتماع تاءي ثلاثة عشرة» انتهى كلامه.
ويفهم من هذا الجواب في الجمع بين علامتي تأنيث في قولهم اثنتا عشرة،
وهو أن التاء في اثنتا لتأنيث المعدود، وفي عشرة تدل على التذكير، فجاز الجمع
بينهما لاختلاف معنييهما.