ولم يتعرض المصنف لتوسط التمييز بين الفعل ومرفوعة، نحو: طاب نفسا زيد وكرم أصلا عمرو، وحسن وجها عمرو، وضرب ظهرا وبطنا بكر، ولا نعلم خلافا في جواز ذلك في نحو هذا الفعل، قال زفر بن الحارث:
فلو نبش المقابر عن عمير ... فيخبر عن بلاء أبي الهذيل
يطاعن عنهم الأقران حتي ... جري منهم دما مرج الكحيل
وقال آخر:
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت ... به زينب في نسوه خفرات
في أحد التوجيهين في مسكا. والتوجيه الآخر نصبه علي الحال.
وقال الأستاذ أبو الحسن بن الضائع: «التمييز المنتصب بعد تمام الكلام العامل فيه الفعل يجوز توسيطه، فتقول تفقا شحما زيد، وحسن وجها عبد الله، وهو متفق عليه» انتهى.
وقياس توسطه مع الوصف، فتقول أطيب نفسا زيد، وما حسن وجها عمرو، وما أحسن وجها منك أحد.
ومن زعم أنه يكون منقولا من مفعول فقياس قوله أن يجيز التوسط، فيقول: غرست شجرا الأرض، وفجرت عيوناً الأرض.