أنا فذا كهم جميعا , فإن أمـ ... ـدد أبدهم , ولات حين بقاء
وقال أخر:
تعيرنا أننا عالة ... ونحن صعاليك أنتم ملوكا
أراد: ونحن فى حال تصعلكنا مثلكم فى حال ملككم , فحذف مثلا , واقام المضاف إليه مقامه مضمنا معناه واعمله بما فيه من معنى التشبيه» انتهى كلامه.
وفيه مناقشتان:
إحداهما: قوله: وقد يفعل ذلك. فدل على انه يقع ذلك قليلا , وهذا التركيب الذى ذكره لا يمكن فيه إلا ذلك ولا يجوز تقديمهمها ولا تأخيرهما , فما كان هكذا لا يقال فيه «وقد» لأنه يشعر بالقلة وأن الكثير غيره ,وذلك الذى يظن أنه كثير لا يقع البته , لا يجوز: زيد فقيرا غنيا مثلك , ولا: زيد مثلك فقيرا غنيا.
والمناقشة الثانية: انه أشار بقوله ذلك من قوله وقد يفعل ذلك الى اغتفتار التوسط فى أفغل التفضيل , وقيده فى أفعل التفضيل بفوله غالبا , وهنا لا يمكن تقييد ذلك بقوله غالبا لامرين:
احدهما: أن غالبا يدافع قوله وقد يفعل. لان الغلبة مشعرة بالكثرة , وقد يفعل مشعره بالقلة , فتدافعا
والامر الاخر: انه قد أمكن إبراز صورة ما فى أفغل التفضيل على ما جوزه بعض أصحابنا مخالفة للغالب , وهى: هذا أطيب بسر منه رطبا , وهنا لا يمكن ذلك البته , لان اداة التشبيه لا يمكن أن يفصل بينهما وبين مجرورها بحال.