حالا واحدة وجب تأخيرها عنه , ولا ينتصب الحالان مع افعل التفضيل إلا لمختلفى الذات مختلفى الحالين , / نحو: زيد مفردا أنفع من عمرو معانا , أو متفقى الحال , نحو: زيد مفردا أنفع من عمرو مفردا , أو إلا لمتحد الذات مختلف الحالين نحو: هذا بسرا أطيب منه رطبا , وزيد قائما أخطب منه قاعدا. فإن اشترك المتخلفان فى وصف هو لأحدهما أكثر على كل حال ارتفع الاسمان اللذان كانا انتصبا حالين فتقول: هذا بسر اطيب منه عنب , وصار بسر خبرا للمبتدأ , واطيب وما بعده جملة ابتدائية فى موضع الصفة لبسر , واطيب هو المبتدأ , وعنب خبره , وهو الاختيار لوقوع المبتدأ فى محله , ويجوز العكس , وهو ان يكون اطيب خبرا مقدما , وعنب مبتدا , وجاز الابتداء به وهو نكرة لأنه لا يراد به عنب بعينه , فدخله لذلك معنى العموم , فهو نظير: ثمرة خير من جرادة.
واختلف النحويون فى العامل فى هذين الحالين: هذهب المبرد , والزجاج , وابن السراج , والسيرافى , والفارسى فى حلبياته - وهو اختيار ابن عصفور فى احد قوليه - ومن وافقهم إلى انهما منصوبان على إضمار (كان) التامة صلة ل «إذا» إن كانت الحالان مما يؤول إليه المحكوم , نحو هذا بسرا أطيب منه رطبا , إذا اشرت إليه وهو بلح , وصلة ل «إذ» إن كانت الحالان مما تقدم وجودهما , كالمثال المذكور إذا اشرت إليه وهو بلح وصلة ل «إذ» إن كانت الحالان مما تقدم وجودهما , كالمثال المذكور إذا اشرت إليه وهو تمر , فبسرا حال من الضمير المستكن فى «كان» الأولى ورطبا حال من الضمير المستكن فى «كان» الثانية , والعامل في الظرفين