واحتمل هذا النفي وجهين: احدهمنا أن يقول: ما انت جارة ليبنونتك عنا وفراقك لنا والوجه الثانى: ان يكون: ما انت جارة بل اعظم من ذلك. كقوله تعالى (ما هذا بشرا) , اى: هو اعظم من ذلك , بدليل قوله بعده (إن هذا إلا ملك كريم)
فإذا كان قوله» ما انت جارة» محتملا هذا من كونه ما نافيه , ومن كون جاره منتصبا على التمييز على تقدير كون ما استفهاما - وهو الظاهر - فلا تثبت بذلك قاعدة كلية على ان اسم الاستفهام المراد به التعظييم ينصب الحال.
فأما قول العرب» ما لك قائما» فقائما حال, والعامل فيها هو العامل فى الجار والمجرور
وذهب الفراء إالى انه ينتصب على معنى كان , وجوز كونه معرفه , نحو ما لك الناظر فى امرنا , فينصب النكره والمعرفة كما تنصب كان وظن
وانكر الزجاج هذا , وقال:» ما حرف من حروف الاستفهام , لا يعمل عمل كان , والموضع للحال , ولا تكون الحال معرفة , لو جاز: ما لك القائم لجاز: ما عندك القائم , وما بك القائم , وهذا خطأ بالإجماع , وما لك القائم / مثله» انتهى.
مسألة:» ما شأنك قائما» يقال على معنيين: على السؤال المحض , لما رأه قائما وجهل السبب فى قيامه الأن , وهو يعلم منه على الدوام أنه لا يقوم إلا لسبب - سأل عن السبب , فالعامل فى الحال» شأنك» وكأنه قال: أي شيء