منه أنه وصفها بحسن المجاورة , فلما كان جارة على هذا التقدير مفسرا للوصف الذى به وقع المدح كان حالا , لان الحال تفسير لما انبهم من الصفات , والدليل على صحة ما ذكره ابو على من ان العامل فى جارة اذا كان حالا ما فى الكلام من معنى الفعل قول الكميت:
وانت ما انت فى غبراء مظلمة إذا دعتك إليها الكاعب الفضل ألا ترى أنه ليس فى البيت ما يصح ان يعمل فى المجرور إلا ما فى قوله من معنى المدح والتعظيم , كانه قال: عظمت حالا فى غبراء مظلمة , واذا صح إعماله فى المجرور من جهة ما ذكرنا جاز إعماله فى جارة» انتهى.
وليست الحال كحرف الجر ولا كالظرف , لانهما يعمل فيهما روائح الافعال حتى الاسماء الاعلام بما فيها من معنى الشهرة و» ما» الاستفهامية - وان اريد بالاستفهام التعظيم - لاينبغى لها ان تعمل فى الحال كما لا تعمل همزة الاستفهام اذا صحبها معنى الإنكارأو التوبيخ , ولم يرد ثبت من كلام العرب بمجئ الحال بعد» ما انت» المراد به التعظيم , بل ذكروا ذلك على جهة التجويز فى قولهم» ما انت جارة» ولا حجة فيه لظهور كونه تمييزا , بدليل دخول من عليه
وجوزوا ايضا فى قوله» ما انت جاره» ان تكون ما نافية , وجارة خبر انت , وهو مبتدا على لغة تميم , او خبر ما , فيكون فى موضع نصب على لغة الحجاز