أفسد ترتيبه من أجل المكني خلط بهذا حين جعل بين (ها) و (ذا) , وإذا دخل بين المكني و (ذا) داخل فسد الاختلاط, وإن جعل بين (ها) و (أنا) لم يكن ذلك له موضعا؛ إذا داخل فسد الاختلاط, وإن جعل بين (ها) و (أنا) لم يكن لك له موضعا؛ إذ (ها) لا يعرف له مزيلة المكني, فكل هذا يدل على أن خبر التقريب لا يتوسط مع ظاهر ولا مكني.
واتفق الكوفيون على إحالة «قائما هذا زيد» , على أن هذا يفيد الإشارة أو التقريب, وكذلك اتفق البصريون على منعها, وقد تقدم الكلام على شئ من هذا الذى يسميه الكوفيون تقريبا فى باب كان وأخواتها.
وقد جاء السماع بنظير: قائما زيد, وها قائما ذا زيد, ودل ذلك على فساد ما ذهب إليه السهيلى من أنه لا يجوز أن تتقدم هذه الحال على شئ من أجزاء الجملة. ودل ذلك أيضا على فساد مذهب ابن أبى العافية حيث أوجب أن يكون العامل فى الحال اسم الإشارة. والدليل على سماع ذينك التركيبين من العرب قول الشاعر:
أترضى بأنا لم تجف دماؤنا ... وهذا عروسا باليمامة خالد
وقول الآخر:
ها بينا ذا صريح النصح, فاصغ له ... وطع, فطاعة مهد نصحه رشد