فالأولى أن ينسب لابن الطراوةً أن المعنى: شدة شرق كل واحد منهما إلى صاحبه، فكل واحد عنهما حران، فهما كحرانين مع الماء، غير أن نظير الماء أحدهما، فكل واحد منهما مع صاحبه كحران مع الماء، فكلاهما كحرانين مع الماء، فعلى هذا يصح أن يقدر: كحرانين)).
وأما قولهم أنت أعلم ومالك فلما كان النظر في المال يلزم منه في الأكثر مجيء المال مع اختيار الناظر فيه صار مواتيا له، فنسب إليه العلم مجازا؛ على أنه [4:17 /ب] قد يمكن أن يكون المال مشتركًا مع أعلم، كأنه قال: أنت ومالك، ولاسيما على مذهب ابن خروف حيث يجعل كل رجل وضيعته ليس له خبر محذوف، بل خبر، المعطوف؛ لأنه كـ ((مع)، فتكون في المسألةً قد عطفت خبرًا على خبر، ويكون على تقدير: أنت أعلم ومالك، فاجتزأ باللفظ الأول؛ لأن المعنى يدل على ذلك، وحذف المبتدأ بحرف العطف؛ لأنه لو حذف وحده أدى إلى اجتماع حرفي عطف، فيقبح اللفظ، ونظير حذف الحرف والعطوف {اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ}، أي؛ فضربت فانفلق، وإني الكلام على هذه المسألة حيث ذكرها المصنف مشبعا إن شاء الله تعالى.
وقوله ولا يقدم القعود معه على عامل المصاحب باتفاق قال المصنف في الشرح: ((قد تقدم بيان كون الواو التي بمعنى مع معدية وأن لها شبها بالواو