وأما عمل الفعل فيه فلأنه في معنى المصدر كما تقول ضربت كل الضرب وبعض ضرت، وأيما ضرب، وضربته سوطًا وسوطين.
وعلى " الخط"، يقولون للرسوم التي بين الدفتين: هذا كلام الله.
وعلى "الإشارة" قال بعض الهذليين:
أرادت كلامًا، فاتقت من رقيبها فلم يك إلا ومأها بالحواجب
أي/: فلم يك الكلام إلا ومأها، أي: إشارتها.
وعلى "ما يفهم عن حال الشيء" وإن كان لا يلفظ. وعلى " اللفظ المركب الذي لا يفيده" قالوا: تكلم ساهيًا. وعلى "اللفظ المركب المفيد بغير القصد"، قالوا: تكلم ساهيًا. وعلى "ما" اصطلح عليه النحويون أن يسموه كلامًا".
وقد اضطرب كلام ابن عصفور في دلالة "الكلام" على هذه المعاني، فزعم مرةً أن الكلام بالنظر إلى اللغةً لفظ مشترك بين هذه المعاني، وزعم مرةً أن الكلام في أصل اللغةً اسم بما يكلم به عن الجمل، سواء أكانت مفيدةً أو غير مفيدةً، وقد تخرجه العرب عن ذلك، قال: فتستعمله مصدرًا لكلم، وذكر أن المعاني السابقةً يطلق عليها الكلام على جهة المجاز.