وقال آخر:
ألا هل إلى ريا سبيل وساعة تكلمني فيها من الدهر خاليا
فأشفي نفسي من تباريح ما بها فإن كلاميها شفاء لما بيا
واحتج بما حكي أبو علي: عجبت من كلامك عبد الله، وقل به س في باب الاستثناء، ويعمل الفعل فيه نحو كلمته كلامًا. قالوا وقد جاءت منه مثل، نحو عذبته عذابًا، وسلمت عليه سلامًا، وجوزته جوازًا، وشورته شوارًا: أخجلته. ف "س" والجماعة لا يرون هذه المثل إلا أسماء للمصادر لا أنفسها.
قال ابن هشام: وأصل ما جاء من الثلاثي الأصل على مثال دحرج أن يكون مكسور الأول بألف قبل آخره نحو أكرم إكرامًا وضارب ضرابًا وكلم كلامًا، وما جاء على غير هذا فبتعويض، وأصل فعل الفعال نحو كلم كلامًا، وكما قال تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً}، فيجوز في كلها الفعال والتفعيل، الياء عوض من الحرف المضاعف، ولا حجةً في النصب بعده، فقد يكون به حملًا على المعنى، أو بإضمار ما يدل عليه.