/فقالت: حنان، ما أتى بك هاهنا ... أذو نسب أم أنت للحي عارف
وزعم ابن الطراوة أن ارفع في حنان أقيس، وأن قولك: الواجب علينا-
آنس من: حننا عليك؛ لأن هذا علاج.
ورد بأنه يمكن أن يكون حننا عليك واقعا، وليس بعلاج، فيكون على حد:
الواجب علينا حنان، فهذا الباب لما كان مناجاة لا يستقل أحد فيه بالإخبار
قوي فيه النصب؛ لأن الجامع بينه وبين الدعاء أن فعله ليس ماضيا، وهو مناجاة.
واختلفوا في ((لبيك)) أهو مفرد أم مثنى:
فذهب الخليل وس والجمهور إلى أنه تثنية لب، كما أن حنانيك تثنية
حنان.
وذهب يونس إلى أنه اسم مفرد، وأصله قبل الإضافة لبي مقصورا،
وقلبت ألفه ياء لإضافته إلى المضمر، كما قلبوا في عليك ولديك.
ورد مذهب يونس بأنه لو كان انقلاب الألف لأجل الضمير ما انقلبت
مع الظاهر في قول الشاعر:
دعوت لما نابني مسورا ... فلبي فلبي يدي مسور
وزعم الفارسي أنه لا حجة في هذا البيت؛ لأنه يجوز في نحو هذه الألف
التي تطرفت أن تقلب ياء في الوقف، فتقول: هذه أفعي، ومنهم من يجري الوصل