فقلت لهم: ظنوا بالفي مدجج سراتهم في السابري المسرد
أمرهم بالظن لأنه أهول على النفوس، والمحذور المخوف أشد على مرتقبه ومتوقعه من وقوعه؛ لأن الخطوب إذا وقعت عيي لها الصبر، ووظنت لها النفس.
وزعم الفراء أن الظن يكون شكًا ويقينًا وكذبًا. وأكثر البصريين لا يقولون إن الظن يكون كذبًا، إنما يكون عندهم شكًا ويقينًا. وعند الفراء أن قولهم فيما حكي الله عنهم {إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً} من الظن الذي هو بمعنى الكذب، وعند البصريين من الشك.
واحترز بقوله لا لتهمة من ظن بمعنى أتهم، فإنها تتعدى إلى واحد، تقول: ظننت زيدًا.
وقوله وحسب لا للون أكثر استعمال حسب في غير المتيقن، قال تعالى {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ}، وقال الشاعر:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ليالي لاقينا جذام وحميرا
/ والمصدر من حسب حسبان.
ويقل استعمال حسب في المتيقن، كقول الشاعر: