وقال القاضي أبو بكر العربي قال شيخي في العبادة: لا يذهب بك الزمان في مصافاة الأقران ومواصلة الأحزان، ولم أر للخلاص طريقاً أقرب من طريقين: إما أن يغلق المرء على نفسه بابه، وإما أن يخرج إلى مواضع لا يعرف فيه، فإن اضطر إلى مخالطة فليمن معه ببدنه وليفارقهم بقلبه ولسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ولا يفارق السكوت.
أنشدني محمد بن عبد الملك الصوفي قال: أنشدني أبو الفضل الجوهري: [الخير أجمع في السكوت] البيتان:
قال القاضي: ولي في هذا المعنى شعر:
حاز السلام مسلم ... يأوي إلى سكن وقوت
ماذا يؤمل بعد ما ... يأوي إلى بيت وقيت
قال المؤلف رحمه الله: ولأبي سليمان الخطابي في هذا المعنى شعر:
أنست بوحدتي ولزمت بيتي ... فدام الأنس لي ونما السرور
وأدبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بسائل ما دمت حياً ... أسار الخيل أم ركب الأمير