قلت: وإسناده إذاً الحديث ليس بالقوي لكن يدل على صحة هذا القول.

أعني أنهم في الجنة أو أنهم خدم أهل الجنة، ما ذكر جماعة من العلماء بالتأويل أن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من صلبه في صور الذر أقروا له بالربوبية وهو قوله {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} ثم أعادهم في صلب آدم بعد أن أقروا له بأنه لا إله.

إلا هو ثم يكتب العبد في بطن أمه شقياً أو سعيداً على الكتاب الأول فمن كان في الكتاب الأول شقياً عمر حتى يجري عليه القلم فينقض الميثاق الذي أخذ عليه في صلب آدم بالشرك، ومن كان في الكتاب الأول سعيداً عمر حتى يجري عليه القلم فيؤمن فيصير سعيداً، ومن مات صغيراً من أولاد المسلمين قبل أن يجري عليه القلم فهم مع آبائهم في الجنة، ومن كان من أولاد المشركين فمات قبل أن يجري عليه القلم فليس يكونون مع آبائهم في النار لأنهم ماتوا على الميثاق الأول الذي أخذ عليهم في صلب آدم صلى الله عليه وسلم ولم ينقضوا الميثاق.

قلت: وغفر له وهذا أيضاً حسن، فإنه جمع بين الأحاديث ويكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام لما سئل عن أولاد المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» يعني لو بلغوا بدليل حديث البخاري وغيره مما ذكرناه.

وقد روى أبان «عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: لم يكن لهم حسنات فيجزوا بها فيكونوا من ملوك الجنة ولم يكن لهم سيئات فيعاقبوا عليها فيكونوا من أهل النار فهم خدم لأهل الجنة» .

ذكره يحيى بن سلام في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015