قال العلماء: وإذا كانت الهداية إلى الله مصروفة، والإستقامة على مشيته موقوفة، والعاقبة مغيبة، والإرادة غير مغالبة، فلا تعجب بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قربك، فإن ذلك وإن كان من كسبك فإنه من خلق ربك وفضله الدار عليك وخيره، فمهما افتخرت بذلك، كنت كالمفتخر بمتاع غيره، وربما سلب عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير، فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم.
فأصبحت وزهرها يابس هشيم، إذ هبت عليها الريح العقيم.
كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم، فيصبح وهو بمعصية مظلم سقيم.
ذلك فعل العزيز الحكيم الخلاق العليم.
روى النسائي عن عثمان رضي الله عنه قال: [اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل ممن كان قبلكم تعبد، فعلقت امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنا ندعوك للشهادة، فانطلق مع جاريتها فطفقت الجارية كلما دخل باباً أغلقته دونه حتى أفضت إلى امرأة وضيئة أي جميلة عندها غلام